المحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي: بيان التحالف السعودي بشأن مجزرة صنعاء اهدار مبرمج وتتويه للجريمة في دهاليز التحقيقات
يمنات – صنعاء – خاص
قال المحلل السياسي، عبد الوهاب الشرفي، إن بيان لجنة التحقيق التابعة للتحالف السعودي بشأن مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء، مصمم لتضليل القضية و رميها على الطرف اليمني الموالي للتحالف سواء من ناحية المعلومة أو الأمر أو الاجراءات أو مكان الانطلاق.
و أشار إلى أن هناك الكثير مما لا يجب ان يمر عفويا، و أن نغوص فقط في: هل بيان اللجنة اعتراف او عدم اعتراف و ما حول ذلك..؟
و لفت إلى أنه يجب ان يتم التركيز على توقيت إصدار هذا البيان من جهة و على متضمناته من جهة اخرى، و أن نقرأ الامرين في ضوء ما يعتمل في الملف اليمني.
و نوه إلى أن التوقيت فيه اجابة واضحة في حال اخذنا في الاعتبار ما يعتمل في مجلس الأمن بخصوص جريمة التحالف السعودي و حالة الضغط الهائل لتمرير القضية لتحقيق دولي.
و أكد أن لجنة التحقيقات المشتركة التي اصدرت البيان ليست طرفا محايدا كونها تابعة للتحالف السعودي، و المطالبة في مجلس الامن هي بطرف محايد، و امام فداحة الجريمة فمعارضة التحقيق المحايد صعب.
و كشف أن الأمر واقع بين روسيا و الصين المصرتان على تحويل ملف قصف صالة العزاء إلى محكمة الجنايات الدولية، و بين رفض امريكي بريطاني فرنسي، فتطلب الأمر اسناد موقف الرافضين الضعيف.
و قال الشرفي: كان اصدار بيان اللجنة بحسب الشكل فيما يتعلق بهذه النقطة مرتكز على ثلاث نقاط، هي: الاعتراف و الوعد بالتعويضات و التعهد بمراجعة قواعد الاشتباك.
و نوه إلى أن الرسالة التي حملها شكل البيان هي لا داعي للجنة دولية للتحقيق أو محكمة جنايات دولية، فاللجنة المشتركة أدانت المذنب و فرضت عليه تعويض و تعهد عدم التكرار.
و اعتبر أن ذلك فقط لتعزيز موقف الرافضين في مجلس الأمن لنقل ملف المجزرة إلى محكمة الجنيات الدولية، بينما لا يمثل البيان اي اعتراف من التحالف السعودي و لا يتوفر أي ضمانات لمرتكزاته الثلاث مطلقا.
و من جهة متضمنات البيان، يقول الشرفي: البيان هو الجانب الاكثر اهمية و الاكثر خطورة فالبيان صيغ بصورة احترافية تضمن ان لا يكون فيه أي نقطة يمكن مسكها على التحالف السعودي مستقبلا.
و أوضح أن البيان ينفي اي مدخل يمكن ان يمثل دليلا اعترافيا على التحالف السعودي لمساءلته عن الجريمة بأي صورة من الصور، حيث بيان لجنة التحقيق التحالف عن الجريمة بصورة مطلقة.
و تابع: البيان يؤكد على أن المعلومة المغلوطة اليت قصفت بها الصالة ليست من مصادر التحالف، و لا الطرف الذي تلقى المعلومة له علاقة بالتحالف و لا توجيه الطائرة التي نفذت العملية صدر من التحالف و لا اجراءات العملية.
و لفت إلى أن العملية تمت وفق الاجراءات المصممة للعمليات الجوية المقرة من التحالف (قواعد الاشتباك) و لا الطائرة انطلقت من مطارات التحالف لهذه العملية.
و نوه إلى أن البيان يخرج التحالف من الجريمة كالشعرة من العجين و صوره بأنه لا يرى و لا يسمع و لا يتكلم، و أن الطرف اليمني هو الذي تعامل مع العملية من الألف إلى الياء.
و أشار إلى أن تحميل البيان الجريمة لطرف يمني، لكنه جعله طرفا غير واضح و وصفه بـ(جهة مجهولة) و ذلك عند أهم تفاصيل الجريمة، و هو “المعلومة المغلوطة” التي تركب كل شيء عليها.
و أضاف: و لزيادة التتويه نشرت صحيفة “عكاظ” السعودية تصريحا لـ”المقدشي” ان هيئة الاركان التي يرأسها متعددة و كثيرة و في اكثر من محافظة، وذلك لزيادة التضليل و التتويه تحوطا للمستقبل.
و قال الشرفي: اذًا البيان لم يكن اعترافا كما رأه الكثيرين، و انما اهدار مبرمجا و تتويها للجريمة في دهاليز التحقيقات و البحث لكل تفصيل من تفاصيل المسئولية.
و أشار إلى أن كل ما تضمنه البيان ليس بالمنطقي و الذي سيقبل أو سيمر، فالعمليات الجوية لها الكثير من الملابسات التي لا يمكن القفز عليها و هي موثقة بكاملها.
و قال الشرفي: التحالف السعودي يعرف سلفا لا منطقية البيان، لكن ما يريده الآن هو توظيف شكله لإجهاض التحقيق الدولي بدون ان يمسك عليه شيء ورد في البيان مستقبلا.
و أضاف: حتى مسألة التعويضات تم الاحتيال عليها بطريقين، الأول: وضعها في وضع تعويضات أخلاقية و ليس حقوق من خلال تعهد التحالف بها، و قد تم اخراجه من الجريمة. و الطريق الثاني: بترشيحها لدهاليز التحقيقات أيضا من خلال الحديث عن اطراف تعمل على زيادة عدد الضحايا، و بالتالي تحديدهم امر خاضع للتحقيقات.